ستنطلق هيئة الرقابة العامة للمالية بإجراء عملية تدقيق وتقييم لمنظومة "ايفاكس" بهدف لتقييم المنظومة و تحديد الإشكاليات والخروقات التي وقعت فيها بعد حصولها على اذن من رئيس الحكومة هشام المشيشي للقيام بهذه العملية التفقدية اليوم الجمعة 30 افريل 2021 .

يأتي هذا القرار في الوقت الذي تم التفطن فيه الى جملة من التجاوزات في منظومة التلقيح على غرار ما قامت به النائبة عن حركة النهضة أروى بن إسماعيل من المرور خلسة الى عملية التطعيم بشكل غير قانوني في الوقت الذي لم يتحصل بعض التونسيون من تجاوز سنهم ال60 عاما و الذين يعانون من امراض مزمنة على فرصة التطعيم باللقاح .

في نفس الوقت انطلقت وزارة الصحة في تطعيم الوزراء و كبار المسؤولين في الدولة و الذين اعتبرتهم من "القطاعات الحيوية" على غرار قطاع الامن و الجيش ، و في ردها على الاتهامات التي توجهت لها قال رئاسة الحكومة انه عملية التلقيح تطبق وفق الاستراتيجية الوطنية للتلقيح و جاء في بلاغ رئاسة الحكومة ان تلقيح كبار المسؤولين يندرج في اطار المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتلقيح

تجدر الإشارة في هذا السياق ان الوثيقة الخاصة باستراتيجية التلقيح  ضد فيروس كورونا  ضبطت سلم الأولويات و شروط التطعيم حسب القطاعات  الحالة الصحية  و السن الحفاظ على هدفين وهما : الإبقاء على الخدمات الأساسية و التقليل من الإصابات الخطيرة و الوفيات ، و ذلك حسب  5 مراحل استراتيجية .

فيما يتعلق بهدف التقليل من الإصابات الخطيرة و عدد الوفيات تنطلق المرحلة الأولى من تطعيم الكبار في السن الذين يقطنون في مراكز خاصة على غرار دور رعاية المسنين ، و الأشخاص الذين تجاوز سنهم ال75 سنة ، ثم في مرحلة ثانية الكبار في السن البالغين من العمر من 60 الى 75 عاما ، يليهم الأشخاص الأقل من 60 عاما و الذين يعانون من امراض مزمنة ، و في مرحلة رابعة يقع تلقيح كل شخص يعيش مع حالة تقتضي الحذر بالنظر الى هشاشة الحالة الصحية ، و أخيرا يقع تطعيم الشباب من تجاوز سنهم ال18 عاما .

اما في خصوص هدف الإبقاء على الخدمات الأساسية فهي تخص في مرحلتها الأولى و الثانية  الملقح ،الأطباء العاملين في اقسام الكوفيد -19 و العاملين في اقسام كورونا بصفة عامة و بمختلف تفرعاتها و العاملين في مراكز الحجر الصحي و الذين يختصون بنقل المرضى   ثم الأطباء بمختلف اختصاصاتهم و باقي العاملين في القطاع الطبي مع مراعات السن .

اما في المرحلة الثالثة فهي التي تعنى بالقطاعات الحيوية التي تؤمن السير العادي للدولة على غرار الامن و الجيش ، و في هذه المرحلة وقع الكثير من اللغط و الحيرة  بعد الانطلاق في عملية تلقيح الوزراء والمسؤولين بالوظائف العليا ، و هو ما اعتبرته وزارة الصحة امرا معقولا بالنظر الى سلم الأولويات الذي وضعته الاستراتيجية الوطنية للتلقيح و هو :" قطاع حيوي " حسب تصريح رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلاقيح الهاشمي لوزير الذي اكد أن :"  تلقيح الوزراء والمسؤولين بالوظائف العليا جاء بعد انطلاق حملة التلاقيح التي شملت  القطاعات الحيوية على غرار قطاعات الأمن والجيش و يتم حاليا تطعيم المواطنين الذي يشتغلون في الوظائف الحيوية في نفس الوقت مع كبار السن و مهني الصحة  "

الا ان عملية تلقيح كبار المسؤولين في الدولة اثارت عديد الشكوك و الاتهامات خاصة و ان بعض القطاعات الأخرى و التي لم تتوقف عن العمل رغم الازمة الصحية لتأمن يوميا حاجيات المواطنين  لم يقع تطعيمها بعد على غرار العاملين بالمخابز و عمال النظافة و سواق الحافلات و القطرات ، فهم معرضون للخطر يوميا و هم في اتصال مباشر مع المواطنين .

 ر.ع